[SIZE="4"][COLOR="Navy"]بعث الله تعالى الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين – لوظيفة ومهمة محددة، فهم مبلغون عن الله تعالى، لايهدفون إلى مصلحة شخصية ذاتية.. غير أن خصوم الدعاة يحاولون اتهامهم بالدعوة من أجل ذواتهم، كما قال سبحانه عن قوم فرعون: ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ ﴾ (يونس/78)، وقال سبحانه: ﴿قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمْ الْمُثْلَى﴾ (طه/63)، وكما قال سبحانه: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ (سبأ/43).
ولهذا فإن على الداعية أن يفصح عن رسالته التي يدعو إليها، ويبينها للناس، وهذا ما قام به نوح عليه السلام، فقد أخبر قومه بالمهمة التي جاء من أجلها، وأبلغهم بأنه منذر لهم، بل وأكدّ ذلك لهم، ﴿قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾.
قال الطاهر بن عاشور: "وتصدير دعوته بحرف التوكيد لأن المخاطبين يترددون في الخبر، وتقديم (لكم) على عامله، وهو (نذير) للاهتمام بتقديم ما دلت عليه اللام من كون النذارة لفائدتهم لا لفائدته." .
وقال سيد قطب: "﴿يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ مفصح عن نذارته، مبين عن حجته، لا يتمتم ولا يجمجم، ولا يتلعثم في دعوته، ولا يدع لبسا ولا غموضا في حقيقة ما يدعو إليه، وفي حقيقة ما ينتظر المكذبين بدعوته".
ولقد سار الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم – على هذا النهج في بيان المهمة التي جاءوا من أجلها، ففي سورة الشعراء يخبر سبحانه وتعالى عن كل من: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، أن كلا منهم قال لقومه: ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ 62،143،125،107).
وعن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول سبحانه: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ (الأعراف: 158).
ومن هذا نستفيد أنه يجب على الداعية أن يفصح عن هدفه ومقصده، ويعلن وظيفته ودعوته، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾ (يوسف/108)، وفي ذلك أجر عظيم وفضل كبير، بينه الله عز وجل بقوله: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (فصلت/33).
منقول للفائدة
[/SIZE]
ولهذا فإن على الداعية أن يفصح عن رسالته التي يدعو إليها، ويبينها للناس، وهذا ما قام به نوح عليه السلام، فقد أخبر قومه بالمهمة التي جاء من أجلها، وأبلغهم بأنه منذر لهم، بل وأكدّ ذلك لهم، ﴿قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾.
قال الطاهر بن عاشور: "وتصدير دعوته بحرف التوكيد لأن المخاطبين يترددون في الخبر، وتقديم (لكم) على عامله، وهو (نذير) للاهتمام بتقديم ما دلت عليه اللام من كون النذارة لفائدتهم لا لفائدته." .
وقال سيد قطب: "﴿يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ مفصح عن نذارته، مبين عن حجته، لا يتمتم ولا يجمجم، ولا يتلعثم في دعوته، ولا يدع لبسا ولا غموضا في حقيقة ما يدعو إليه، وفي حقيقة ما ينتظر المكذبين بدعوته".
ولقد سار الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم – على هذا النهج في بيان المهمة التي جاءوا من أجلها، ففي سورة الشعراء يخبر سبحانه وتعالى عن كل من: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، أن كلا منهم قال لقومه: ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ 62،143،125،107).
وعن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول سبحانه: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ (الأعراف: 158).
ومن هذا نستفيد أنه يجب على الداعية أن يفصح عن هدفه ومقصده، ويعلن وظيفته ودعوته، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾ (يوسف/108)، وفي ذلك أجر عظيم وفضل كبير، بينه الله عز وجل بقوله: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (فصلت/33).
منقول للفائدة
[/SIZE]